تُعد القيادة تحت تأثير المخدرات في الامارات من أخطر الجرائم التي تُهدد السلامة العامة فيها، حيث تُصنّف ضمن الجرائم الجنائية التي تتعامل معها السلطات بحزم. نظرًا لتأثير المخدرات على الإدراك وردود الفعل، فإن هذه الجريمة قد تؤدي إلى حوادث مرورية خطيرة ينتج عنها إصابات أو وفيات، مما يدفع المشرّع الإماراتي إلى فرض عقوبات صارمة على مرتكبيها.
في هذا المقال، نستعرض عقوبة القيادة تحت تأثير المخدرات في الإمارات، والدفوع القانونية التي يمكن استخدامها، بالإضافة إلى بعض القضايا التي تناولتها المحاكم الإماراتية في هذا السياق.
احصل على تفاصيل أكثر عبر التواصل على أرقامنا في صفحة اتصل بنا.
جدول المحتويات
عقوبة القيادة تحت تأثير المخدرات في الامارات
فقًا لأحدث التشريعات في دولة الإمارات العربية المتحدة، تُفرض عقوبات صارمة على من يقود مركبة تحت تأثير المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية. يُحدد المرسوم بقانون اتحادي رقم (14) لسنة 2024 بشأن تنظيم السير والمرور والذي سيدخل حيز التنفيذ بتاريخ 29 مارس / آذار لعام 2025 العقوبات التالية:
- الحبس: يعاقب المخالف بالحبس لمدة تتراوح بين 6 أشهر و3 سنوات، وذلك بناءً على نوع المخدر وشدة الحادث.
- الغرامة المالية: تتراوح الغرامة بين 30,000 درهم و200,000 درهم، وفقًا لخطورة الجريمة وتهديدها للأرواح.
- إيقاف رخصة القيادة: يتم وقف العمل برخصة القيادة لمدة لا تقل عن 6 أشهر في المرة الأولى، وسنة في المرة الثانية، مع إمكانية إلغائها في المرة الثالثة.
بالإضافة إلى ذلك، في حال تسبب السائق في حادث مروري أثناء تعاطيه المخدرات، تتضاعف العقوبات بشكل كبير، حيث يمكن أن يُحكم عليه بالسجن لمدة طويلة، وقد تتجاوز الغرامات المالية 100,000 درهم في بعض الحالات.
هذه التشريعات تعكس التزام الإمارات بالحفاظ على السلامة العامة وردع السلوكيات الخطرة على الطرق.
جريمة تعاطي المخدرات أثناء حادث مرور
عندما يقع حادث مروري ويُثبت أن السائق كان تحت تأثير المخدرات، تُعتبر الجريمة ذات خطورة مضاعفة، حيث قد يتم توجيه تهم إضافية ضد السائق مثل:
- الإضرار بالغير نتيجة القيادة المتهورة.
- إحداث إصابات بليغة أو التسبب في الوفاة.
- مقاومة السلطات أو رفض الخضوع للفحوصات الطبية.
تتعامل المحاكم الإماراتية مع هذه القضايا بصرامة، حيث يتم تشديد العقوبة في حال تكرار الجريمة أو تسببها في إصابات بالغة. وقد أكدت أحكام نقض إماراتية لمتعاطي المخدرات أثناء قيادة السيارة أن مسؤولية السائق تتضاعف في حال وقوع حادث مروري أثناء تعاطيه المخدرات، مما يعرضه لعقوبات جنائية مغلظة.
الدفوع القانونية في قضايا القيادة تحت تأثير المخدرات
في بعض الحالات، قد يتمكن الدفاع من الحصول على حكم بالبراءة من تعاطي المخدرات أثناء القيادة، إذا ثبت انتفاء القصد الجنائي أو وجود خلل في إجراءات القبض أو التحليل. كما أن مراجعة أحكام نقض إماراتية لمتعاطي المخدرات أثناء قيادة السيارة تُظهر أهمية تقديم دفاع قوي للطعن في الأدلة أو إجراءات الضبط.
على الرغم من صرامة القوانين الإماراتية في التعامل مع القيادة تحت تأثير المخدرات، يمكن استخدام بعض الدفوع القانونية لتخفيف العقوبة أو الحصول على حكم بالبراءة من تعاطي المخدرات أثناء القيادة في بعض الحالات. وتشمل الدفوع ما يلي:
- عدم صحة إجراءات القبض والتفتيش:
إذا لم تلتزم الشرطة بالإجراءات القانونية أثناء القبض على المتهم أو إجراء فحص المخدرات، يمكن الدفع ببطلان الأدلة المستمدة من هذه الإجراءات. - الطعن في نتائج التحاليل المخبرية:
يمكن للمحامي الطعن في دقة الفحوصات الطبية أو طلب فحص مستقل إذا كان هناك شك في صحة النتائج. - عدم توافر القصد الجنائي:
في بعض الحالات، قد يثبت الدفاع أن المتهم لم يكن على علم بتأثير المادة التي تعاطاها، مما قد يؤدي إلى تخفيف الحكم. - انعدام الأدلة القطعية:
إذا لم يكن هناك دليل قاطع على أن المتهم كان يقود السيارة أثناء تأثير المخدرات، يمكن الدفع بعدم توافر الركن المادي للجريمة. - اللبس في تحديد سبب الحادث:
إذا وقع حادث مروري أثناء قيادة الشخص تحت تأثير المخدرات، ولكن لم يكن المخدر هو السبب المباشر للحادث، يمكن الطعن في الربط القانوني بين الجريمة والحادث.
أحكام محكمة تمييز دبي في قضايا القيادة تحت تأثير المخدرات
تُعتبر أحكام محكمة تمييز دبي في قضايا القيادة تحت تأثير المخدرات مرجعًا هامًا لفهم كيفية تعامل المحاكم مع هذه الجرائم. في عدة قضايا، نقضت المحكمة أحكامًا سابقة بسبب:
- عدم توافر الأدلة الكافية لإثبات تعاطي المخدرات أثناء القيادة
- وجود أخطاء في إجراءات فحص المخدرات أو القبض على المتهم
- عدم ثبوت أن المتهم كان في حالة غير طبيعية أثناء قيادة المركبة
في بعض الحالات، نجح الدفاع في إثبات أن المتهم لم يكن تحت تأثير المخدرات أثناء القيادة، مما أدى إلى حصوله على حكم بالبراءة من تعاطي المخدرات أثناء القيادة، خصوصًا إذا لم يكن هناك دليل علمي قاطع يثبت ذلك.
كيفية التعامل مع تهمة القيادة تحت تأثير المخدرات
في حال مواجهة اتهام بالقيادة تحت تأثير المخدرات، من الضروري اتخاذ الخطوات القانونية الصحيحة لحماية الحقوق القانونية وتقليل العقوبات المحتملة. وينصح الخبراء باتباع الإجراءات التالية:
- توكيل محامي في الامارات مختص في القضايا الجنائية والمخدرات لضمان تقديم دفاع قوي وتحليل الأدلة بشكل دقيق.
- طلب إعادة الفحص الطبي في حال الشك في نتائج التحاليل الأولية.
- التأكد من صحة الإجراءات القانونية التي اتبعتها السلطات عند إيقاف المركبة أو فحص السائق.
- الامتناع عن الإدلاء بأي أقوال دون استشارة المحامي لضمان عدم استخدام أي اعترافات ضد المتهم في المحكمة.
الأسئلة الشائعة حول القيادة تحت تأثير المخدرات في الامارات
وفي الختام تُعد القيادة تحت تأثير المخدرات في الامارات جريمة خطيرة تُواجه بعقوبات صارمة لحماية المجتمع وضمان السلامة المرورية. ومع ذلك، فإن توفر دفاع قانوني قوي قد يؤدي إلى تخفيف العقوبة أو الحصول على البراءة إذا لم تتوفر الأدلة الكافية أو لم تلتزم الجهات الأمنية بالإجراءات القانونية.
في جميع الأحوال، يُنصح دائمًا بالتواصل مع محامي قضايا مخدرات في الإمارات عند مواجهة أي تهمة تتعلق بهذه الجريمة لضمان حماية الحقوق القانونية.
قد يهمك أيضًا معرفة دور المحامي في العمل القضائي في جرائم المخدرات في الإمارات.
المصادر:
- المرسوم بقانون اتحادي رقم (14) لسنة 2024 بشأن تنظيم السير والمرور.
- وزارة العدل الإماراتية.

محامي ذو خبرة كبيرة في الإمارات، يقدم استشارات قانونية متكاملة، يمتلك فهمًا عميقًا للقوانين المحلية والدولية، ويقدم حلول قانونية مبتكرة وفعّالة تتناسب مع التحديات القانونية المعقدة.