تُعتبر أحكام قضايا هتك العرض في الإمارات من بين التشريعات التي تُبرز حرص الدولة على حماية القيم الأخلاقية والمجتمعية. تُعرّف هذه الجرائم بأنها أي فعل يهدف إلى المساس بعفة أو شرف شخص ما، سواء بالإكراه أو بالرضا، ويتم التعامل معها بصرامة وفقًا لقانون العقوبات الإماراتي.
في هذا المقال ستتعرف على معنى هتك عرض في القانون الإماراتي وأركان جريمة هتك العرض وكيفية إثبات هتك العرض وأحكام قضايا هتك العرض في الإمارات والعقوبات المترتبة على هذه الجريمة.
لتفاصيل أكثر تواصل معنا عبر أرقام صفحة اتصل بنا.
جدول المحتويات
مفهوم جريمة هتك العرض في الإمارات
تشمل جريمة هتك العرض أي سلوك يتسبب في انتهاك شرف أو عفة شخص ما، سواء باستخدام القوة، التهديد، أو حتى بموافقة الطرف الآخر. هذه الأفعال تُعتبر تعديًا صارخًا على القيم الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية.
ويكمن الفرق بين هتك العرض بالإكراه وهتك عرض بالرضا الامارات فيما يلي:
- هتك العرض بالإكراه: يشمل استخدام القوة أو التهديد لإجبار الضحية على القبول، مما ينتهك إرادتها وكرامتها.
- هتك العرض بالرضا: يتمثل في حدوث الفعل بموافقة الطرف الآخر، لكنه يظل جريمة يعاقب عليها القانون لكونه يخالف الآداب العامة والقيم المجتمعية.
أركان جريمة هتك العرض في الإمارات
تُعد جريمة هتك العرض من الجرائم الخطيرة التي ينظر إليها القانون الإماراتي بصرامة لما تنطوي عليه من انتهاك جسيم لحرمة الجسد وكرامة الإنسان. وقد حدّد المشرّع الإماراتي لهذه الجريمة ثلاثة أركان أساسية، لا تقوم الجريمة قانوناً إلا بتوافرها جميعاً:
أركان جريمة هتك العرض في القانون الإماراتي:
- الركن المادي: يشير إلى الفعل الخارجي المحسوس الذي يمسّ عرض المجني عليه، ويتحقق من خلال:
- اللمس أو الملامسة الجسدية لأجزاء حساسة من الجسد.
- استعمال وسائل مادية أو أدوات لإحداث الانتهاك الجسدي.
- يمكن أن يقع الفعل على رجل أو امرأة، راشد أو قاصر.
- يُشترط أن يكون الفعل خادشاً للحياء ويتضمن انتهاكاً لحرمة الجسد، ولو لم يصل لحد الاغتصاب.
- الركن المعنوي (القصد الجنائي): يقتضي أن يكون الجاني قد ارتكب الفعل عن علم وإرادة، أي:
- كان يدرك أن فعله يُشكّل اعتداءً على العرض.
- قصد تحقيق اللذة الجنسية أو الإهانة أو الإذلال.
- لا يُشترط حدوث الإيلاج أو الوصول إلى نشوة جنسية.
- ركن القوة أو الإكراه (عند التشديد): في حال اقترن هتك العرض باستخدام:
- الإكراه المادي كالعنف الجسدي.
- أو الإكراه المعنوي كالتهديد أو استغلال ضعف المجني عليه.
- أو إذا كان المجني عليه قاصراً أو فاقد الإرادة (كالسكر أو الإعاقة).
يُؤدي توافر هذا الركن إلى تشديد العقوبة وفقًا لقانون العقوبات الاتحادي المعدل.
أحكام قضايا هتك العرض في الإمارات
تُعد قضايا هتك العرض من الجرائم الأخلاقية الخطيرة التي تتعامل معها القوانين الإماراتية بحزم، حيث تهدف أحكام قضايا هتك العرض في الإمارات إلى حماية الكرامة والخصوصية الجسدية للأفراد. وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم (31) لسنة 2021 بشأن الجرائم والعقوبات، يعاقب كل من يرتكب جريمة هتك العرض بالسجن والغرامة، مع تشديد العقوبات إذا كانت الجريمة قد ارتُكبت باستخدام العنف، أو إذا كان الضحية قاصرًا أو في حالة ضعف، أو كان الجاني ممن له سلطة أو وصاية على الضحية. يمكن أن تصل العقوبة إلى السجن المؤبد إذا اقترنت الجريمة بظروف مشددة. تعكس هذه الأحكام التزام دولة الإمارات بحماية حقوق الأفراد وضمان بيئة آمنة ومحصنة من الجرائم الأخلاقية. وفيما يلي شرح مفصل عن هذه العقوبات:
عقوبة هتك العرض بالرضا في الإمارات
وفقًا للمادة 407 من مرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بشأن قانون الجرائم والعقوبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، تُحدد العقوبات المتعلقة بجريمة هتك العرض بالرضا كما يلي:
- العقوبة الأساسية: يعاقب بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 10,000 درهم كل من ارتكب فعل هتك العرض برضا المجني عليه.
- تشديد العقوبة: تُشدد العقوبة لتصل إلى السجن المؤقت إذا كان المجني عليه لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، أو كان من ذوي الهمم، أو كان الجاني من أقارب المجني عليه أو ممن يتولون تربيته أو رعايته أو له سلطة عليه، أو إذا وقعت الجريمة في مكان عمل أو دراسة أو رعاية أو إيواء.
تُظهر هذه المادة حرص المشرّع الإماراتي على حماية الفئات الضعيفة في المجتمع، وتوفير عقوبات رادعة تتناسب مع خطورة الجريمة وظروفها.
عقوبة هتك العرض بالإكراه في الإمارات
وفقًا للمادة 407 أيضًا من قانون العقوبات تُفرض عقوبات صارمة على جريمة هتك العرض بالإكراه. تتراوح هذه العقوبات بناءً على ظروف الجريمة وطبيعة المجني عليه، وذلك على النحو التالي:
- العقوبة الأساسية: يعاقب بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 10,000 درهم كل من ارتكب جريمة هتك العرض دون توافر ظروف مشددة.
- العقوبة المشددة: تُشدد العقوبة لتصل إلى السجن لمدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على 20 سنة إذا ارتُكبت الجريمة باستخدام القوة أو التهديد.
- العقوبة الأشد: تُشدد العقوبة لتصل إلى السجن لمدة لا تقل عن 10 سنوات ولا تزيد على 25 سنة في الحالات التالية:
- إذا كان المجني عليه قاصرًا لم يتجاوز سن الثامنة عشرة.
- إذا كان المجني عليه مصابًا بعاهة بدنية أو عقلية تجعله غير قادر على المقاومة.
- إذا كان الجاني من أقارب المجني عليه أو من يتولى تربيته أو رعايته أو له سلطة عليه.
- إذا وقعت الجريمة في مكان عمل أو دراسة أو رعاية أو إيواء.
تعكس أحكام قضايا هتك العرض في الإمارات التزام الدولة بحماية الأفراد، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا، من الجرائم الجنسية، وتؤكد على ضرورة فرض عقوبات رادعة على مرتكبي هذه الجرائم لضمان أمن وسلامة المجتمع.
الأدلة المستخدمة في إثبات هتك العرض
تستند المحاكم الإماراتية إلى أدلة قوية لإثبات الجرائم المتعلقة بهتك العرض، وتشمل:
- شهادات الشهود: تُعد أساسية في دعم موقف الادعاء أو الدفاع.
- التقارير الطبية: تُستخدم لتحديد طبيعة الاعتداء وتوثيقه.
- التسجيلات المرئية أو الصوتية: مثل الفيديوهات أو الصور التي تُظهر تفاصيل الحادث.
- اعتراف المتهم: إذا اعترف الجاني بارتكاب الجريمة، يُعتبر دليلًا قويًا للإدانة.
كيفية التعامل مع قضايا هتك العرض في الإمارات
تتعامل الإمارات مع قضايا هتك العرض بحزم وفق منظومة قانونية متكاملة تهدف إلى تحقيق العدالة وحماية المجتمع. يشمل التعامل مع هذه القضايا أدوارًا متعددة للضحية، المحامين، والسلطات القضائية، لضمان سير القضية بشكل عادل وفعال.
دور الضحية:
يكمن دور الضحية في:
- الإبلاغ الفوري: يجب على الضحية الإبلاغ عن الحادثة لدى السلطات المختصة في أقرب مركز شرطة.
- تقديم الأدلة: تسليم كل الأدلة المتوفرة، مثل الصور، التسجيلات، أو أي وثائق تدعم الواقعة.
- التعاون مع السلطات: الرد على استفسارات الشرطة والنيابة العامة وتقديم شهادات واضحة ومفصلة.
- الحصول على الدعم القانوني والنفسي: يمكن للضحية الاستعانة بمحامٍ متخصص لضمان حقوقها، بالإضافة إلى طلب الدعم النفسي إذا لزم الأمر.
دور السلطات القضائية:
يكمن دور السلطات القضائية في:
- جمع الأدلة: تُجري الشرطة والنيابة العامة تحقيقات شاملة تشمل جمع الأدلة، استجواب المتهمين، وتحليل التسجيلات أو العينات.
- التأكد من الإجراءات القانونية: ضمان أن جميع مراحل التحقيق والمحاكمة تُنفذ وفق القانون دون تجاوزات.
- تقديم القضية للمحكمة: إحالة الملف للمحكمة الجنائية المختصة مع تقديم التوصيات بناءً على نتائج التحقيقات.
دور محامي الدفاع:
يكمن دور محامي في الامارات الدفاع في قضايا هتك العرض فيما يلي:
- صياغة استراتيجية دفاع قوية: يشمل ذلك تقديم دفوع قانونية للطعن في الأدلة، الإجراءات، أو تفسير القانون.
- التحقق من سلامة الإجراءات: مراجعة كل خطوة تمت في التحقيق لضمان الالتزام بالقانون.
- الدفاع أمام المحكمة: تقديم الحجج القانونية لدعم موقف المتهم أو المطالبة بتخفيف العقوبة إذا ثبت تورطه.
- التفاوض على تسوية قانونية: في بعض الحالات، يمكن لمحامي الدفاع التفاوض على تسوية وديّة أو بدائل للعقوبات.
الأسئلة الشائعة حول أحكام قضايا هتك العرض في الإمارات
تُظهر أحكام قضايا هتك العرض في الإمارات مدى صرامة القانون في مواجهة هذه الجرائم، سواء كانت بالإكراه أو بالرضا. تهدف التشريعات إلى حماية القيم المجتمعية وضمان تحقيق العدالة. إذا كنت طرفًا في مثل هذه القضايا، فإن اللجوء إلى محامٍ متخصص يُعد ضرورة لضمان تمثيل قانوني عادل وحماية حقوقك.
للحصول على استشارة قانونية، تواصل مع افضل محامي للقضايا الجنائيه في الإمارات عبر زر الواتساب أسفل الشاشة. واحصل على خدمات الدفاع في القضايا الجنائية في الإمارات.
قد يهمك أيضًا التعرف على كيفية إعداد مذكرة دفاع جناية هتك عرض في الإمارات.
المصادر:
- المرسوم بقانون اتحادي رقم (31) لسنة 2021 بشأن الجرائم والعقوبات.
- النيابة العامة الإماراتية.
- وزارة العدل الإماراتية.

محامي ذو خبرة كبيرة في الإمارات، يقدم استشارات قانونية متكاملة، يمتلك فهمًا عميقًا للقوانين المحلية والدولية، ويقدم حلول قانونية مبتكرة وفعّالة تتناسب مع التحديات القانونية المعقدة.