بعد صدور حكم استئنافي قد يشعر بعض المتقاضين بالظلم أو الخطأ القانوني، وهنا تظهر أهمية الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات كفرصة أخيرة لإصلاح الخطأ القضائي.
في هذا الدليل الشامل، نشرح مفهوم الطعن، الحالات التي يجوز فيها اللجوء لمحكمة التمييز، الخطوات الإجرائية لتقديم الطعن، مهل الطعن القانونية، وأثر الطعن على تنفيذ الحكم. كما نوضح أهمية استشارة محامٍ مختص لضمان استيفاء جميع الشروط القانونية والشكليّة اللازمة لقبول الطعن.
تواصل مع أفضل مكتب استشارات قانونية اون لاين عبر أرقامنا في صفحة اتصل بنا.
جدول المحتويات
مفهوم الطعن في الأحكام القضائية الإماراتية
في النظام القضائي الإماراتي، يُعد الطعن في الأحكام القضائية وسيلة قانونية تتيح للأطراف المتقاضين الاعتراض على حكمٍ صدر ضدهم إذا اعتبروه مجحفاً أو مخالفاً للقانون.
ويُقصد بمعنى الطعن القانوني تقديم طلب رسمي إلى جهة قضائية أعلى لإعادة النظر في الحكم الصادر عن المحكمة الأدنى، سواء أكان هذا الحكم مدنياً، تجارياً، جنائياً، أو شرعياً. وتُعرف هذه الوسائل باسم طرق الطعن في الحكم، وتشمل أبرزها:
- الاعتراض.
- الاستئناف.
- والتمييز.
يُستخدم مصطلح الاعتراض على حكم المحكمة للدلالة على عدم رضا أحد الأطراف عن الحكم الابتدائي، مما يفتح له المجال إلى استئناف الحكم في الإمارات أمام محكمة أعلى، مثل محكمة الاستئناف، بهدف فحص الوقائع وتقييم الأدلة من جديد.
أما في حال صدور حكم استئنافي غير نهائي، فقد يُتاح الطعن أمام محكمة التمييز، وهي المرحلة الأعلى ضمن النظام القضائي، لكن بشروط موضوعية وشكلية صارمة.
يتساءل الكثير من المتقاضين عن الفرق بين الاستئناف والتمييز، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الاستئناف يعيد مناقشة الموضوع من حيث الوقائع والقانون، بينما يُركّز التمييز فقط على مراجعة مدى صحة تطبيق القانون والإجراءات دون الدخول في تفاصيل الواقعة مرة أخرى.
وتُعد الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات الملاذ الأخير للمتقاضي الذي يعتقد بوجود خطأ قانوني في الحكم الصادر ضده، سواء كان من محكمة استئناف اتحادية أو محلية.
الحالات التي يجوز فيها الطعن أمام محكمة التمييز
يُعتبر الطعن بالتمييز آخر مراحل التقاضي في النظام القضائي الإماراتي، ولا يُقبل تلقائياً، بل يتوقف قبوله على توفر شروط الطعن بالتمييز التي حددها القانون بدقة.
والتمييز ليس وسيلة لإعادة النظر في الوقائع، بل هو آلية لمراجعة تطبيق القانون والإجراءات، ويقتصر على الأخطاء القانونية الجوهرية. ولا يُقبل الطعن إلا إذا استوفى شروط الشكل والمضمون، وإلا تعرّض لرفض الطعن شكلاً، حتى وإن تضمن أسباباً موضوعية.
فيما يلي جدول يُبيّن أهم الأسباب القانونية للطعن، ويوضح الحالات التي يجوز فيها الطعن، مقابل الحالات المستثناة من الطعن:
الأساس القانوني لحالة الطعن بالتمييز | شرح الحالة التي يجوز فيها الطعن | الحالات المستثناة من الطعن |
---|---|---|
مخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه | إذا تضمّن الحكم تفسيراً خاطئاً أو تطبيقاً غير دقيق لنص قانوني | الأحكام الصادرة بمبالغ مالية تقل عن الحد القانوني للطعن |
بطلان في الحكم أو الإجراءات | مثل صدور الحكم من محكمة غير مختصة أو دون تمثيل قانوني صحيح | الأحكام التي قبل بها الطرفان صراحة أو ضمناً |
التناقض بين أسباب الحكم والمنطوق | عندما تكون أسباب الحكم لا تؤدي منطقياً إلى النتيجة التي خلص إليها | الأحكام التي لا تمسّ الحقوق أو لا يترتب عليها ضرر فعلي |
تجاوز المحكمة حدود ولايتها | مثل تجاوز المحكمة لموضوع الطلبات المعروضة عليها | الأحكام غير القابلة للطعن بموجب نص خاص |
الحكم بناءً على أوراق مزوّرة أو شهادة زور | إذا ثبت ذلك بحكم جزائي نهائي | الأحكام الصادرة في طعون سابقة أمام التمييز |
الخطوات الإجرائية لتقديم الطعن أمام المحكمة
تخضع الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات لإجراءات دقيقة تبدأ من إعداد مذكرة الطعن وتقديمها خلال المهلة القانونية، مروراً بدفع الرسوم المطلوبة، وحتى صدور القرار النهائي. ويجب الالتزام بجميع الضوابط الشكلية، سواء في صيغة الطعن أو الوثائق المرفقة، لأن أي نقص قد يؤدي إلى رفض الطعن شكلاً.
فيما يلي الخطوات الإجرائية الأساسية لتقديم الطعن أمام محكمة التمييز:
- صياغة مذكرة الطعن: يجب أن تتضمن المذكرة بيان الحكم المطعون فيه، الأسباب القانونية للطعن، والطلبات بوضوح.
- إرفاق الوثائق المطلوبة للطعن: من ضمنها صورة الحكم المطعون فيه، الوكالة القانونية، صورة عن التبليغ، وأي مستندات مؤيدة لأسباب الطعن.
- سداد رسوم الطعن: تُحدد الرسوم حسب نوع القضية وقيمتها، ويجب تسديدها لدى قسم القيد بالمحكمة.
- إيداع الطعن لدى قلم المحكمة المختصة: يتم ذلك ضمن المدة القانونية المحددة، ويُسجّل الطلب ويحصل الطاعن على رقم القضية.
- إعلان الخصم الآخر بمذكرة الطعن: يتم تبليغ الجهة المطعون ضدها لإتاحة الفرصة للرد خلال مهلة تحددها المحكمة.
- مراحل نظر الطعن: تشمل دراسة المحكمة لمذكرة الطعن والردود، ثم المداولة، وإصدار الحكم الذي يكون نهائياً وغير قابل للطعن.
اتباع هذه الخطوات بدقة يعزز من فرص قبول الطعن شكلاً وموضوعاً، ويُظهر جدّية الطاعن واحترامه للإجراءات القضائية.
المدة الزمنية المحددة لتقديم الطعون
تُعد الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات محددة بآجال زمنية صارمة، ويترتب على تجاوزها سقوط الحق في الطعن مهما كانت الأسباب. وتختلف مهلة الطعن بحسب نوع القضية.
يبين الجدول التالي تفاصيل المدة القانونية للطعن، ويوضح كم يوم للطعن حسب نوع الدعوى، ومتى يبدأ حساب مدة الطعن، والعواقب المترتبة على الطعن بعد المدة:
نوع القضية | مهلة الطعن (بالأيام) | بدء حساب المدة | العاقبة إذا تم الطعن بعد المدة |
---|---|---|---|
القضايا المدنية والتجارية | 30 يومًا | من تاريخ التبليغ الرسمي بالحكم | سقوط الحق في الطعن وعدم قبوله شكلاً |
القضايا الجنائية | 30 يومًا | من تاريخ النطق بالحكم حضورياً أو التبليغ إن غيابياً | عدم قبول الطعن شكلاً |
القضايا الشرعية | 30 يومًا | من تاريخ التبليغ بالحكم أو علم الطاعن به | رفض الطعن شكلاً لمرور المدة |
أحكام التنفيذ | 15 يومًا | من تاريخ القرار المطلوب الطعن فيه | فقدان الحق في الطعن |
لهذا فإن الالتزام بمدة الطعن من المسائل الجوهرية التي لا يُقبل التهاون فيها، ويُنصح بالتواصل مع محامٍ مختص فور صدور الحكم لضمان الحفاظ على الحق في الطعن ضمن المدة القانونية.
آثار الطعن على تنفيذ الحكم الأصلي
عند تقديم الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات، يعتقد بعض المتقاضين أن مجرد الطعن يعني تعليق تنفيذ الحكم تلقائيًا، لكن هذا غير دقيق. فالأصل أن قوة الحكم المطعون فيه تبقى قائمة حتى يصدر قرار بخلاف ذلك، ولا يُوقف تنفيذ الحكم إلا في حالات محددة.
فيما يلي أبرز آثار الطعن على تنفيذ الحكم الأصلي وفق القانون الإماراتي:
- النفاذ المعجل: إذا كان الحكم مشمولًا بصيغة النفاذ المعجل، يُنفذ فورًا رغم الطعن، ما لم تأمر المحكمة بغير ذلك.
- تنفيذ الحكم أثناء الطعن: يظل الحكم قابلاً للتنفيذ ما لم يصدر قرار بوقف التنفيذ، خصوصًا في القضايا المستعجلة أو التنفيذية.
- وقف التنفيذ مؤقتًا: يجوز للطاعن أن يطلب من محكمة التمييز وقف تنفيذ الحكم إلى حين البت في الطعن، لكن يُشترط إثبات الضرر الجسيم.
- تعليق تنفيذ الحكم: لا يتحقق تلقائيًا، بل يكون بقرار قضائي صريح من محكمة التمييز بناءً على طلب يُقدَّم ضمن مذكرة الطعن أو على وجه الاستعجال.
لذا يُنصح في حال الرغبة بوقف تنفيذ الحكم بالتوازي مع تقديم الطعن، أن يتضمن الطلب مبررات قوية توضح الضرر المحتمل من التنفيذ الفوري، وأن يتم ذلك عبر محامٍ مختص بإجراءات الطعن.
استشارة محامي متخصص في الطعون القضائية
عند التفكير في الطعن على حكم قضائي، فإن الخطوة الأهم هي الحصول على استشارة قانونية في الطعن من ذي خبرة، لأن الطعن إجراء دقيق يخضع لضوابط مشددة. ووجود محامي تمييز متمرس يمكن أن يُحدث فرقًا جوهريًا في قبول الطعن أو رفضه، خاصة عندما يتعلق الأمر بصياغة الأسباب القانونية، واختيار التكييف المناسب، وتقديم الطلبات أمام المحكمة العليا.
إن البحث عن أفضل محامي طعن لا يعني فقط الخبرة في كتابة المذكرات، بل يشمل الفهم العميق للإجراءات الشكلية والموضوعية الخاصة بمحكمة التمييز، سواء كانت اتحادية أو محلية.
ويُنصح دائمًا بالتعامل مع مكتب محاماة للطعن في الأحكام لديه سجل موثوق في متابعة الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات، خصوصاً في القضايا ذات الطبيعة المعقدة كالدعاوى العقارية أو التجارية الكبرى.
توفر مكتبنا القانوني خدمات قانونية للطعن تشمل:
- مراجعة الحكم.
- تحليل أوجه القصور القانونية.
- إعداد مذكرة الطعن.
- تمثيل الموكل أمام المحكمة المختصة.
الأسئلة الشائعة حول الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات
تمثل الطعون أمام محاكم التمييز في الإمارات خطوة قانونية دقيقة وحاسمة تتطلب خبرة ومهارة قانونية عالية. فالمهلة الزمنية، وشروط الشكل والمضمون، وصياغة الأسباب القانونية، كلها عوامل تؤثر بشكل مباشر في قبول الطعن والنظر فيه.
للتواصل مع أفضل مكتب محاماة في الإمارات يقدم خدمات قانونية للطعن في الأحكام، اضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة الآن.
المصادر:
- المرسوم الاتحادي‑القانون رقم (42) لسنة 2022.
- القانون الاتحادي بالإجراءات الجنائية.

محامي ذو خبرة كبيرة في الإمارات، يقدم استشارات قانونية متكاملة، يمتلك فهمًا عميقًا للقوانين المحلية والدولية، ويقدم حلول قانونية مبتكرة وفعّالة تتناسب مع التحديات القانونية المعقدة.